بدعوة من الجامعة الألمانية الأردنية، للمشاركة في ندوة يوم المكتبة لتعزيز الثقافة والمعرفة، تحت رعاية رئيس الجامعة، الدكتور علاء الدين الحلحولي، وبمشاركة عدد من الشخصيات الأكاديمية والمجتمعية، بهدف تسليط الضوء على الدور الحيوي للمكتبات في تَعزيز المعرفة والابتكار العلمي، فقد شارك فيها عن جامعة إربد الأهلية الدكتور: أسامة حسن عايش صالح، مدير دائرة المكتبة.

وأكد رئيس الجامعة، الدكتور علاء الدين الحلحولي، خلال رعايته لفعاليات اليوم، على أهمية القراءة ودورها في إثراء حياة الأفراد، مشددًا على ضرورة تطوير الطلبة لمهاراتهم وطموحاتهم كركيزة أساسية لبناء شخصياتهم ومستقبلهم.

وخلال الندوة تم مناقشة محور استخدام التطبيقات الحديثة لتحسين أداء المكتبة، حيث تناول الدكتور أسامة صالح بمداخلته العلمية علاقة الذكاء الاصطناعي بنظرية المعرفة، بحثًا علميًا، وإدارة مكتبية، وأوضح بأنه ينظر إلى الذكاء الاصطناعي بصفته أنظمة حوسبة لها القدرة على القيام بعمليات إنتاجية شبيهة بتلك التي يقوم بها الإنسان، تعلمًا، وتوليفًا، وتصحيحًا ذاتيًا، واستخدامًا للبيانات في مهام المعالجات المعقدة، وتطويرًا لتقنيات مرتبطة به، خاصة على صعيد تقنية معالجة اللغة.

وأضاف بالرغم من إحداثه ثورة تكنولوجية علمية متسارعة التطور، وتغلغله في مختلف جوانب الحياة اليومية، من خلال الشابكة العنكبوتية/ الإنترنت، إلا أنه يفرض تحديًا محوريًا في محتوى النظرية المعرفية، ومنظورية الفلسفة العقلية، والمضمون المنطقي في صوابية التفكير والبنية الفكرية المتلاحمة بين الفلسفة والعلم والتسارع المعلوماتي، تأريخًا وعولمة، بدءًا بالحاسوب وليس انتهاء بالذكاء الاصطناعي، معيارًا وتجريدًا وتوظيفًا.

وقال: لقد أوجد الذكاء الاصطناعي طفرة بحثية تنقيبية في تطبيقات المكتبات والمؤسسات المعلوماتية عامة، من حيث تجويد الخدمات، والدقة في عمليات البحث والاسترجاع، واستخدام المراجع المفترضة المؤتمتة، وبعض خدمات المراسلات الفورية للرد على استفسارات المستفيدين المختلفة، بشكل فوري مستدام، وكل ذلك لا ينفي تحدي هذه التقنية التكنولوجية في عُمق إدارة المعرفة مكتبيًا، سواءً لمتطلبات النظام المحوسب، ومخاوف الخصوصية والحرية الفكرية، وضرورة مراعاة كل مؤسسة معرفية مكتبية في البنائية الأكاديمية للتحديات التقنية والاجتماعية والقانونية وفي حالة تطبيقات الذكاء الاصطناعي فيها، وجاهزيتها البنيوية في الخدمات المرجعية، وتوافر الأجهزة الذكية والمعدات الحديثة ذات الجودة المميزة، وتكلفتها العالية، والدعم الفني المتخصص، وخدمات الصيانة الدائمة، هذا فضلًا عن تجسيد الميثاق الإنساني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، حدودًا إنسانية مستحدثة، واقتصادًا معرفيًا تنمويًا.

وفي ختام المداخلة العلمية للدكتور أسامة صالح، جرى حوارًا علميًا مستفيضًا، بَرز من خلاله حرص جامعة إربد الأهلية، وإدارتها المكتبية على التواصل المنهجي مع الجامعات الأردنية، الحكومية والخاصة، وإبراز دورها في الإنتاج العلمي الإثرائي، ومساهمتها التاريخية، معرفةً وحضارةً وتقدمًا.

وعلى هامش جلسات الندوة قام الأستاذ الدكتور الحلحولي بافتتاح معرض الكتاب المصاحب، الذي تَضمن مجموعة متنوعة من الكتب التي تلبي اهتمامات جميع الأعمار، بدءًا من الأدب والفلسفة وصولًا إلى العلوم والتكنولوجيا وكتب الأطفال، حيث أتاح المعرض فرصة فريدة للزوار لاكتشاف كنوز معرفية وثقافية، ما جعل الفعالية حدثًا تعليميًا وثقافيًا غنيًا يخدم المجتمع الأكاديمي والجمهور على حد سواء.