تُعد جامعة إربد الأهلية أيقونة الجامعات الخاصة في الشمال، إذ تُعد أقدم جامعة خاصة في الشمال، وقد تميزت بحمل اسم مدينة إربد- مدينة العلم والعلماء، تأسست جامعة إربد الأهلية عام 1994، وحظيت خلال الأربعة سنوات المنصرمة بنهضة شاملة علمية وأكاديمية وإدارية، بالإضافة إلى نهضة غير مسبوقة في البنى التحتية من مباني وقاعات وتطوير منظومة النقل، واستخدام التقنيات التكنولوجية وغيرها الكثير.
بدأت النهضة التي يشهد لها القاصي والداني في الجامعة مع تسلم الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة رئاسة الجامعة، فقد أخذ عهدًا على نفسه لتطوير الجامعة ونهضتها خلال فترة قصيرة، فكان يصل الليل بالنهار في عمله مخلصًا لتحقيق هدفه في رفعة الجامعة وبالتالي رفعة للتعليم العالي في الأردن محليًا وإقليميًا وعالميًا، فقد كان يعمل بكل أمانة وإخلاص ولا ينتظر الشكر والثناء، بل على العكس يُجير إنجازاته لأسرة الجامعة ويبث فيهم روح الأخوة والإخلاص والعمل الجماعي، ولقد كان الأستاذ الدكتور الخصاونة متواضعًا، ميدانيًا، امتلك رؤية ثاقبة وحنكة وحكمة ما جعل جامعة إربد الأهلية إحدى المنارات العلمية المميزة القادرة على التطور ومواكبة التقدم التكنولوجي، ومحط أنظار المتميزين من طلبة العلم وأعضاء هيئات تدريسية وإدارية.
ومن هنا فقد غَدت جامعة إربد الأهلية رصيدًا للوطن كمؤسسة علمية مرموقة تحتوي على علماءٍ وطلبةٍ من دول عدة بهدف تنوع الثقافات ومشاركتها، إذ أصبحت تضم 250 عضو هيئة تدريس بعد أن كان بها 65 فقط قبل أربع سنوات، كما زاد أعداد الموظفين الإداريين من 70 إلى 200 موظفًا في الفترة الأخيرة؛ أما عن الطلبة فقد أصبحت الجامعة مقصدًا لطلبة العلم ومن عدة دول فقد أصبح عدد طلبتها اليوم أكثر من 6000 طالب وطالبة بعد أن كانوا حوالي 1800 طالب وطالبة قبل أربع سنوات؛ يدرسون العديد من التخصصات العلمية الحديثة والمواكبة للتغيرات المتسارعة حيث ارتفع عدد التخصصات في الجامعة من 16 إلى 45 تخصصًا، في معظمها تخصصات علمية، مهنية، حديثة، ومواكبة لسوق العمل وتزود وطننا بكفاءات وخبرات مدربة ومؤهلة رفعة للوطن الغالي الذي ينمو ويكبر بشبابه المؤهلين أخلاقيًا وعلميًا وعمليًا.
وفي نفس السياق، ومواكبة للتطورات التكنولوجية فقد تجاوزت جامعة إربد الأهلية بقيادة رئيسها وبجهود جبارة جائحة كورونا، فكانت مثالًا يحتذى به في العمل الجاد المخلص في إعطاء المحاضرات، ومن أول يوم تم فيه إعلان الحظر، حيث سَخرت المنصات الخاصة لذلك ودربت أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية على استخدام التكنولوجيا الحديثة، فكانت قصة نجاح في سير العملية التدريسية والإدارية في الجامعة وضمن كافة المستويات.
وبعد الجائحة واصلت الجامعة تميزها إذ تقدمت للحصول على شهادات الجودة والتميز من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها، وبالفعل حصلت عليها في معظم كلياتها وتخصصاتها سنة 2021 وكانت سابقة نَوعية شهدتها الجامعة وإضافة مميزة تضاف إلى إنجازات الجامعة في السنوات الأربعة الأخيرة، بعدها تم إدراج الجامعة بكافة برامجها في الإطار الوطني الأردني للمؤهلات، ثم دخلت الجامعة في التصنيفات العالمية ولأول مرة في تاريخها، ولما كان للإنجاز حلاة بدأت الجامعة بقيادة الأستاذ الدكتور الخصاونة في استحداث الغرف الصفية والمختبرات المجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات، فكانت القاعات الذكية التي تتيح التعلم المدمج للطلبة بشكل ذكي، وكانت المختبرات العلمية التي تتيح للطلبة إجراء التجارب والعمليات في بيئة تعليمية جاذبة ليكتسب الطلبة المهارات اللازمة في سوق العمل، ثم دأب الرئيس أن تكون جامعة ذكية، فقد كان لخبرته الواسعة في الجامعة الهاشمية وإنجازاته العظيمة في هذا المجال، أن أصبحت جامعة إربد الأهلية جامعة خالية من الورق وتحاكي الأنظمة الذكية من بوابتها العصرية إلى أصغر بقعة فيها؛ كما أصبحت الجامعة صديقة للبيئة حيث اكتست بحلةٍ خضراء وحدائق، كما مَنع التدخين فيها وبشكل جَدي، حتى غَدت جامعة ذكية صديقة للبيئة بمساحتها الخضراء وخلوها من الورق والتدخين.
من ناحية أخرى، فقد تبارى رئيس الجامعة لعقد الاتفاقيات مع مؤسسات المجتمع المدني والشركات والوزارات المختلفة بما يخدم الجامعة ومجتمعها، كما تم تكريم الجامعة ممثلة برئيسها من الديوان الملكي الهاشمي مرات عدة لدورها الريادي في خدمة المجتمع، والقيادي ضمن مؤسسات التعليم العالي، ولما لها من سمعة أكاديمية وعلمية مميزة.
ومما يشهد له أن الأستاذ الدكتور الخصاونة قد تمكن وخلال فترة قصيرة من وضع الجامعة في مصاف الجامعات المرموقة محليًا ودوليًا، إذ شاركت الجامعة في العديد من المشاريع الأوروبية للمرة الأولى في تاريخها، وكانت ريادية في القيادة والمشاركة في تلك المشاريع، وبدأ الطلبة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية الاستفادة من تلك المشاريع ضمن التبادل من خلال التعلم بالتنقل وبناء القدرات ضمن مشاريع ايراسموس بلس، إذ تجاوز عدد المشاريع التي فازت بها الجامعة 8 مشاريع كانت مفيدة للجامعة ومجتمعها، كما كانت الجامعة شريك رئيسي ووحيد على مستوى العالم العربي في فعاليات “مهرجان لجميع الأطفال” الذي ترعاه اليونسكو، وتصميمًا على الإنجاز فقد أقرت الجامعة جملة مهمة من القرارات من ضمنها منح إجازات تفرغ علمي لأول مرة في الجامعات الخاصة لأعضاء الهيئة التدريسية، بالإضافة إلى ذلك، فقد قررت الجامعة قرارًا مميزًا بإيفاد أكبر عدد بتاريخ الجامعة من المميزين والمتفوقين للحصول على درجة الدكتوراه من الجامعات الأردنية بالإضافة إلى عدد من الجامعات في الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والمغرب ومصر.
وأخيرًا، نقول شكرًا لكل من عمل بِجد ونشاط، وشكرًا لمن كان هَمهُ الأول جامعته ورفِعتها ووضعها في مصاف الجامعات المرموقة، وإننا نرفع القبعات احترامًا واجلالًا لهذا الجهد العظيم الذي سيبقى بإذن الله شاهدًا على نهضة نجحت بالفعل، نجحت بجهود المخلصين المبدعين الذين لا يعرفون لليأس موضعًا، ولا يتركون للعوائق مكانًا، ويَعملون بِجد واقتدار، يُخلصون لله ولوطنهم وينتمون بحق لتراب أمتهم، ويتوكلون على من بيده كل شيء وهو قادر على تسخير أسباب نجاحهم وإبداعاتهم.
وإننا لندعو الله عز وجل أن يوفق الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة ويسدد خطاه، ويَمده بموفور الصحة والعافية وأن يجزيه عن كل قطرة عَرق ذرفت من جبينهِ خير الجزاء، وأن يستعمله دومًا لما فيه خيرٌ لأردننا الحبيب ولأمتنا العربية والإسلامية في ظل الراية الهاشمية المظفرة إنه مجيب الدعاء.