لم يَشهد التاريخ المعاصر مرحلة دقيقة وصعبة كتلك التي نَعيشها في الآونة الأخيرة، ففي هذه الظروف الدولية الاستثنائية وفي غمرة الأحداث المتتالية التي تشابكت فيها المواقف والمفاهيم ليس أصعب من أن يحقق الأردن صعودًا مبنيًا على ثوابت، وأن يستمر الأردن في حمل رسالة أمة، وأن يدافع عن هويته ورؤيته، فوضوح الرؤية للأردن هو المنطلق والأساس والتمسك بالكرامة العربية هو المنارة، وصدق الانتماء يستضاء به في مسيرة العمل، كذلك هو الأردن محط أنظار العرب وآمالهم، بريق أملٍ باستمرار عزة الصمود أمام التحديات، نقاط كثيرة مضيئة في سياسة المملكة الأردنية الهاشمية أصبحت معالم أساسية يُهتدى بها، وثوابت قومية لا يُساوم عليها، وهي نقاط تُعتبر انطلاق في تخطيط جديد للمستقبل.
العَلم رمز انتماء، هو تعبير عن وحدة بلد ومصير مشترك، هو المُعبر عن الدولة، والحامل لهواجس أمة، أفراحها وأتراحها فهو جسر الأجيال بين الماضي والحاضر والمستقبل لذا يشكل المحافظة على العلم ورفعه حدثًا وطنيًا غزير الدلالات، فهو من الثوابت ومناسبة لتجديد العهد بين العرش والوطن والشعب على الاستمرار، ولا ينحصر مغزاه فقط في تجسيد الولاء الدائم للوطن بل يؤكد أيضًا، وبصورة متجددة، رسوخ للمواطنة والانتماء الحقيقي للوطن ووحدته كما يجسد الوفاء لثوابت الأمة ومقدساتها، كما تَكمن رمزيته بالوحدة والحرية والكرامة التي ناضل من أجلها كل أحرار الأمة حتى استقر في أفئدة الأردنيين جميعًا قيادة وشعبًا وحكومة وأجهزة عسكرية ومدنية.
هكذا يرتفع العلم إلى أعالي القمم، ليَشعر كل فرد باعتزاز الانتماء إلى وطن يَتشرف بمواقفه الوطنية، ويُدرك في الوقت ذاته أنه موقع رعاية واهتمام خاص به كإنسان له حقوقه، وكفرد في مؤسسة اجتماعية لها حقوقها وأدوارها، وأداء متطور، ورؤية علمية يتم تجسيدها وتبنيها خطوات، إن شعبًا كالشعب الأردني يؤمن بأن مَجد مَلكه من مجد شعبه، جَدير بتاريخه في الماضي وخليق بتاريخه في المستقبل المشرق الوضاء، ليرى في هذه المناسبة الدائمة ملحمة وطنية عظيمة تَهتز فيها المشاعر، لأنها تُجسد وحدة الأمة الأردنية ويَستحضر أمجادها السعيدة وتقاليدها المجيدة الزاهرة وأصالتها الرائدة، والتأكيد على قُدسية الوحدة الوطنية للمملكة الأردنية الهاشمية.
وبهذه المناسبة نَرفع لحضرة مولاي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم أسمى آيات الثناء تأييدًا لمسيرته الموفقة المظفرة، وإننا جميعًا جنود أوفياء مخلصون لجلالته ولهذا الوطن المعطاء.
مركز الحاسب الآلي. جامعة اربد الأهلية. جميع الحقوق محفوظة ©2025,