مندوبًا عن الأستاذ الدكتور ماجد أبو ازريق رئيس جامعة إربد الأهلية، رعى الأستاذ الدكتور غسان الشمري/ نائب رئيس الجامعة الاحتفال الذي أقامته كلية الآداب والفنون/ قسم اللغة العربية، بمناسبة اليوم الدولي للغة العربية واليوم العالمي للملكية الفكرية واليوم العربي للشعر ورموز الثقافة العربية، بحضور الدكتور كريم أبو سمهدانة/ عميد كلية الآداب والفنون، وعمداء الكليات، وجمع كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وطلبة الجامعة، في مدرج الكندي.
وألقى الأستاذ الدكتور غسان الشمري/ نائب رئيس الجامعة، مندوب راعي الحفل الأستاذ الدكتور ماجد أبو ازريق/ رئيس الجامعة، كلمة ركز خلالها بعد ترحيبه بالمشاركين والحضور، على أهمية تنمية وتطوير اللغة العربية منذ المراحل الأولى للطفولة وفي المدرسة والجامعة، والتعبير بها والانفتاح بها على لغات العالم، وقال: يُشكل الحديث عن اللغة العربية محورًا هامًا يُساعدُ الجميع على تنميةِ قدراتهم التراكميةِ، كما تؤهلُّهم لاكتسابِ سليقةٍ لغويةٍ متكاملةٍ، وأدنى اهتمامٍ يجبُ العملُ على تحقيقهِ لدى الطلبة، هو إقناعُهم بأن اللغةَ العربيةَ الفصحى لغةُ ثقافةٍ عريقةٍ، لغةُ علمٍ وأدبٍ وفلسفةٍ، لغةٌ لا تقلُ شأنا وقيمةً عن أكثرِ اللغاتِ شيوعًا وتداولًا في عصر الفضاءِ والتكنولوجيا الحديثة، كالإنجليزيةِ والألمانيةِ والفرنسيةِ واليابانيةِ، بل إن اللغةَ العربيةَ تَجمعُ بينَ خاصيتينِ أساسيتينِ قد لا تتوفرانِ في لغةٍ أخرى، وهي أنها تحتوي على تراثٍ علميٍ وثقافيٍ زاخرٍ بالمكتشفاتِ الرياضيةِ والهندسيةِ، والفيزيائيةِ والكيميائيةِ والطبيةِ، إلى جانبِ توفرها على ذخائر من الآدابِ والفلسفةِ والمنطقِ وعلمِ النفسِ والاجتماعِ والموسيقى، هذه العلومُ والفنونُ، التي اعتمدت عليها الحضارةُ المعاصرةُ في الغربِ في بناءِ تقدمِها وازدهارِها.
وأضاف بأن اللغةِ العربيةِ توفر المرونةِ والشموليةِ، والقدرةِ على التكيفِ مع متطلباتِ العصرِ الحاضرِ، بأبوابِها الواسعةِ المفتوحةِ على المصطلحِ العلمي، ومبتكراتِ العصرِ الحديثِ، وذلك بالاشتقاقِ والتوليدِ والمصدرِ الصناعي والصيغةِ، والميزانِ الصرفيِ والزيادةِ والإلصاقِ والقياسِ.
وبين بأن اللغة العربية هي لغةُ العلمِ والعلومِ على امتدادِ العالمِ، وكان على من يَريدُ تعلمَ الطبِّ والهندسةِ في أوروبا وفي أي بقعةٍ من العالمِ، أن يَقصدَ بغدادَ أو قرطبةَ ليتعلمَ العربيةَ أولاً، فإن أتقنها ونجحَ في امتحانِ الكفاءةِ فيها، باشرَ تَعلمَ ما يريدُ من علومِ الطبِّ والهندسةِ والفيزياءِ والكيمياءِ والفلكِ وغيرها.
والقى الدكتور كريم أبو سمهدانة/ عميد كلية الآداب والفنون، كلمة حول عالمية اللغة العربية، قال فيها: في اليوم الدولي للغة العربية هو يوم عالمي للاحتفال باللغة العربية كلغة عالمية لها جذورها في الفكر والدين والتاريخ، فنقول :هي وعاء الثقافة، وأداة الاتصال بين الماضي والحاضر، ولا يستطيع الإنسان مهما كان أن يقف على كنوز الفكر الإنساني من تاريخ، وشعر، ونثر، فاللغة لها وظائف للفرد، والمجتمع، فهي جزء لا يتجزأ من السيادة والحفاظ على اللغة هو حماية لهذه السيادة.
وقال بأن اللغة العربية اليوم كلغة عالمية تواجه باعتبارها وعاء للثقافة العربية، وللحضارة الإسلامية، أخطارًا تتفاقم باطراد، تأتي من هيمنة النظام العالمي بالتزامن مع (الذكاء الاصطناعي) الذي يرفض كليهما صياغة العالم الجديد متعدّد الأقطاب والمراكز والثقافات، الذي يسعى لفرض اللغة الأقوى، بحكم قوة الفعل السياسي، والثقل العلمي والاقتصادي، على المجتمعات الإنسانية قاطبة، ولو حاولنا معرفة تأثير العولمة على اللغة العربية قد نذهل بالنتائج، فنجد الانتشار الرهيب لبعض الكلمات الأجنبية على حساب اللغة العربية، والأدهى من ذلك انتشار الأسماء الأجنبية على واجهات المحلات التجارية، كما أننا نلاحظ بأن اللغة العربية يَجرى العمل على إزاحتها من الحياة اليومية لصالح بعض اللغات الأخرى سواء في الكلام، أو وسائل الإعلام، بل حتى في لغة التعليم، مما يكون له تأثير سلبي على اللغة العربية في المستقبل.
وبين بأن العولمة تَجد طريقها في مجتمعات مفرغة من الأصالة والجذور التاريخية؛ لأن المخزون الثقافي لهذه المجموعات ضحلٌ، ولا يمكنه تسخير الفكر العالمي، لكن المخزون الثقافي والحضاري لأمتنا قوة كامنة في أصالة تكوينها، وهو يمنحنا الحصانة ضد التحديات التي تواجه لغتنا.
وأشار إلى أنه في العالم العربي اليوم يوجد تعطش لبعض الاحتياجات الجمالية للغة العربية، وهذا التعطش يكمن في واحة الشعر الذي يُلبي هذه الاحتياجات؛ فللشعر دور اجتماعي في مجال التواصل بين البشر حَيث يُشكل أداة لإيقاظ الوعي والتعبير عنه؛ ويشهد العالم -منذ عشرين عامًا– حركة حقيقية لصالح الشعر وصارت الأنشطة الشعرية تتكاثر في مختلف الدول والأعضاء ويزداد الشعراء عددًا، وكل هذا يُعبر عن حاجة اجتماعية تدفع الشباب -على الأخص- إلى العودة إلى المنابع الأدبية والشعرية، وتشكل وسيلة يمكنهم بها مواجهة الذات، بينما يَشدهم العالم الخارجي إليه بقوة بعيدًا عن ذواتهم؛ كما بات الشاعر يضطلع بدور جديد كإنسان وصار الجمهور يَقبل بصورة متزايدة على الأمسيات الشعرية التي يُلقي الشعراء فيها قصائدهم بأنفسهم؛ وتمثل هذه الحركة الاجتماعية لاكتشاف القيم المتوارثة، عودة إلى التقاليد الشفوية، وقبول الكلمة المنطوقة كعُنصر يُعزز البعد الاجتماعي لدى الإنسان، ويجعله أكثر انسجامًا مع نفسه؛ ومن هنا أعلنت اليونسكو في مؤتمرها العام من الدورة الثلاثين التي عقدت بباريس في عام 1999 إعلان يوم 21 آذار يومًا عالميًا للشعر.
وقال، لا بد من التأكيد في هذا اليوم على أن مملكتنا الحبيبة وبتوجيهات مَلكية كريمة أكدت الحرص على أن تكون اللغة العربية والشعر العربي والمُلكية الفكرية من أولويات الحاضر والمستقبل، وبأن جامعة إربد الأهلية تَحرص على أن تكون اللغة العربية هي لغة التواصل والفكر والعلم في أغلب كلياتها، وتَحرصُ على جمال الكلمة والإبداع من خلال حضور الشعر في أغلب أنشطتها، بالإضافة إلى حرصها الشديد على دور الملكية الفكرية في التنمية والابتكار.
والقى الدكتور عمران الطويل/ رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة بكلمة قال فيها: للغتنا العربية شأن كبير وقيمة عظمى لا يوازيها في هذا الأمر لغة أي أمة من الأمم على الإطلاق، إذ لم تُعنى أمة من الأمم بلغاتها وبألفاظها عناية العرب بلغتهم ، فالأمة العربية أمة بيان وفصاحة فمن خلال اللغة العربية التقى العرب بشعوب كثيرة أخذت عن العرب ثقافتهم وتعرفوا على أنظمة إدارية واقتصادية واجتماعية لم يكونوا يعرفونها، وقاموا بترجمة التراث اليوناني والفارسي والهندي إلى لغتهم وتمكنوا من التعبير عن الجديد الذي وفدوا إليه دون أن تفقد لغتهم خصائصها فأصبحت لغة العلم والسياسة والتجارة والتشريع والفلسفة والمنطق والتصوف والأدب والفن.
وأضاف لقد شرّف الله عز وجل اللغة العربية أن أنزل بها القرآن الكريم، وبنزوله بالعرب بلغتهم مشتملًا على ما فيه نفعهم هو سببٌ لرزانة عقلهم بما يحويه، وبين بأن اللغة العربية هي من أبلغ اللغات وأحسنها فصاحةٍ وانسجامًا، وبأن لغتنا بما تَمتلكه من خصائص لا توجد في غيرها من اللغات لما تمتلكه من ثروة لفظية لا مجال لمقارنتها بغيرها هي اللغة الصالحة لكل زمان ومكان والقادرة على الوفاء بكل ما يَجد وسيجد في حياة البشر، وهي اللغة التي يَنشدها وينظر إليها الجميع لتكون لغة العصر.
وشارك في فعاليات الحفل الأستاذ الدكتور عبد الباسط مراشدة/ جامعة آل البيت، بكلمة بين خلالها بأن اللغة العربية هي الفكر والتي تحمل الثقافة والهوية والقومية، وبأنها اللغة الوحيدة التي تتميز عن اللغات الأخرى لارتباطها بالجانب الديني الإسلامي، وهي الوعاء للفكر القومي لأي أمة من الأمم، وبأن لغة القران تتميز بدلالاتها والتي لا تترجم بالمعنى الروحاني لأي من اللغات، وأشار إلى إلى توظيفات إبن جني لتقلبات الجذور للكلمات العربية، وبأننا اليوم نحتفل لامتداد تسلسلي ومستمر بالقديم والحديث بلغتنا العربية ذات البعد الحضاري، والتي تتميز بتمثلها وتشكيلها للنص بأسلوب إبداعي ووتيرة شعرية وتَعبير عن أدق التفاصيل والمعاني والمواقف لا يوجد له مثيل في اللغات الأخرى.
وأكد على أهمية التدريس بإسلوب تحليل النص وصولًا به للعمق بإظهار البعد الجمالي والأسلوبي كون اللغة كائن حي تحيا بحياة إنسانها وتربط بينه وبين البعد الحضاري.
وشارك الدكتور الشاعر والكاتب حربي المصري/ جامعة آل البيت، بكلمة ركز خلالها على دور الأدباء والشعراء والأكاديميين والإعلاميين في الوقوف في الخط الأمامي المدافع عن الوطن، وقام بتقديم عدد من القصائد الشعرية التي تغنت باللغة العربية، وبمواقف قائد الوطن تجاه غزة والوطن، والتي نالت اعجاب الحضور.
وقدم الدكتور عدنان شريم/ قسم اللغة العربية في الجامعة ضيفا الحفل: الأستاذ الدكتور عبد الباسط المراشدة، والأستاذ الدكتور حربي المصري، بكلمة تناول خلالها السيرة الذاتية لكل منهما، وقال فيها: حَريٌّ بنا، نحن أبناءَ العربيةِ اليومَ، أن نقفَ وِقفةَ إجلالٍ في يومِ احتفائِها الخالدِ، بأقلامِنا وإعلامِنا، فننتجُ بلغتِها المنتَجَ العلميَّ، ونبتكرُ من مشتقاتِها الدلالةَ والمصطلحَ الذي يُحققُ الشيوعَ والانتشارَ دونَ عناءٍ، وحريٌّ بنا أن ننشرَ عنها ما يبرهنَ على بقائِها لغةً نابضةً حيَّةً، ولنضاعف المحتوى الفكريَّ والثقافيَّ العربيَّ على الشبكةِ العنكبوتيةِ العالميَّةِ، وحريٌّ بنا أن نقيمَ لأجلِها الندواتِ والمحاضراتِ والأمسياتِ في مؤسساتِنا الأكاديميَّةِ والثقافيَّةِ وفي ملتقياتِنا ومَجامِعِنا العلميَّةِ ومدارسنِا وشوارعنِا وفي دورِنا وبين أبنائِنا.
وقدم لبرنامج فعاليات الحفل الدكتور حمزة العيسى/ قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة إربد الأهلية كلمة ترحيبية بالحضور، قال فيها: يحتفي قسمُ اللغةِ العربيةِ وآدابِها بجامعةِ إربدَ الأهليةِ باليومِ العالميِّ للُّغةِ العَرَبيَّةِ، الذي يجيءُ في الثامنِ عشرِ من كانونِ الأولِ/ ديسمبر من كلِّ عامٍ، بإدخالِ اللغةِ العربيَّةِ ضمنَ اللغاتِ الرسميَّةِ، ولغاتِ العملِ الستةِ في الأممِ المتحدةِ، وليسَ أدلُّ على أهميةِ هذا اليومِ العالميِّ للُّغةِ العربيَّةِ من أنَّها اللغةُ التي باتت تشكِّلُ أحدَ المظاهرِ الرئيسةِ للتنوُّعِ الثقافيِّ البشريِّ، فهي إحدى أهمِ لغاتِ العالمِ انتشارًا سواءٌ على صعيدِ التَّحدُّثِ بها أم على صعيدِ الاستعمالِ؛ إذ يتكلمُ بها يوميَّا ما يربو عن أربعِمائةٍ مليونِ إنسانٍ على وجهِ المعمورةِ، ويستعملُها ما يربو عن مليارِ مسلمٍ.
وعلى هامش فعاليات الحفل فقد قام الأستاذ الدكتور غسان الشمري/ مندوب راعي الحفل، بافتتاح معرض الخط العربي، والذي نَظم له قسم التصميم الجرافيكي في كلية الآداب والفنون، وشكر خلاله كلية الآداب والفنون والمشاركين، لما احتواه من العديد من اللوحات الفنية الخطية الكتابية والرسومات الفنية.
ويشار إلى أن برنامج الحفل قد بدأ بالسلام الملكي، وترتيل آيات من الذكر الحكيم قدمها الطالب عبد الرحمن شلبي، وقام مندوب راعي الحفل بتسليم درع الجامعة التذكاري لكل من الأستاذ الدكتور عبد الباسط المراشدة، والأستاذ الدكتور الشاعر حربي المصري.
مركز الحاسب الآلي. جامعة اربد الأهلية. جميع الحقوق محفوظة ©2025,